السر في تعلم مهارة جديدة:
كثير من الحالمون يتمنون أن يصبحوا كأشخاص مُعينين ( ذوي مهارة جيدة - على سبيل المثال - ) ويسعون في تقليدهم، ولكنهم لاينجحون، فيجعلون موضوع الهبة الإلهية سبباً جوهرياً في عدم نجاحهم!
لننظر للموضوع من زاوية ومنظور آخر.
على سبيل المثال:
شخص يتمنى أن يصبح رساماً كأحدهم، أول خطوة خطاها قام بشراء الأدوات والكماليات التي تساعد في تحسين المخرج النهائي لأي عمل، وبدأ في تقليد اللوحات وأخذ على عاتقه الممارسة بشكل قسري، تدرب لفترة ثم بدأ بإهمال الموضوع لعدم رؤيته لنتائج سريعة مُرضية، وبدأ بإختلاق الأعذار ليُبرر لنفسه عدم نجاحه.
وهذا حال الكثير من الأشخاص الذين يسعون في تعلم مهارات جديدة أو حتى في إنجاز أهداف معينة ( كمن يريد إنقاص وزنه مثلاً! ).
إذاً ماهو الحل؟ إذا أردنا إيجاد حلاً جيداً يجب علينا فهم المشكلة آولاً!
١- المشكلة تكمُن في دواخلنا:
إننا نأخذ موضوع التعلم بشكل إجباري على النفس، نقوم بفرض جداول صارمة، دخيلة على أسلوب وروتين الحياة. ثم نسأل أنفسنا لماذا لا نستطيع؟
إذا أردت تحقيق أو تعلم شيئ جديد، أول خطوة تخطوها هي البدأ من الداخل، ليس بشراء الأدوات أو القفز إلى الممارسة! لأنه سينتهي بك المطاف بالتقاعُس وترك ما كنت تصبو إليه.
و كيف نبدأ من الداخل إذاً؟
إسأل نفسك لماذا أريد تعلم هذه المهارة أو تحقيق هدف معين؟
إملأ عينيك وعقلك وقلبك بما يخص هذه المهارة اجعل لها نصيب من وقتك وشغفك، أدخلها تدريجياً إلى حياتك.
ابحث عن خبير للمهارة التى تريد تعلمها، إسأله عن سبب شغفه وحبه لها وكيف أصبحت جزءاً من أسلوب حياته.
بمجرد أن تصبح مقتنعاً وشغوفاً بما تريد تحقيقه لن تتأثر بأي مؤثر خارجي، كما ستقوم بالدفاع عمن يقلل من شأن ما تفعله، فمثلاً لتقريب الصورة ( أردت تغيير نظام غذائك ليكون صحياً، جعلت منه أسلوب حياتك بإيمانك ومعتقداتك، طرأ عليك مؤثر خارجي، صديق يُلح عليك بأكل أو شرب ماهو غير صحي.. ستجد نفسك حازماً بعدم رغبتك بأخذه، ليس بسبب أنك تتبع حمية معينة قاسية وما إلى ذلك، ولكن لأنك مقتنع داخلياً بأن هذا الأسلوب ليس الأسلوب الذي تريد إتباعه، كما أنه أصبح لا يثير شهيتك! ).
رسم توضيحي للترتيب الخاطئ الذي دائما ما نتبعه لبدأ تعلم أو تحقيق هدف.
رسم توضيحي للترتيب الصحيح الذي يجب أن تتبعه لبدأ تعلم أو تحقيق هدف.
( كن - إفعل - إمتلك )
٢- مرحلة الفعل، التدريب والممارسة:
١٠ خطوات للنجاح في هذه المرحلة،
١- قرر ما تريد تحقيقه:
حدد ما انت قادر على القيام به و اي مستوى تريد الوصول إليه.
٢- قسم المهاراة إلى مهارات فرعية اصغر:
فمعظم المهارات تتكون من خطوات تدريبية فرعية، فأعمل على كل مهاراة فرعية كأنها مهاراة فردية حتى تصل في النهاية لإجادة تامة في المهاراة الكبيرة.
٣- مبدأ باريتو:
تعرف على 20% من المهارة التى ستسهل عليك تعلم الـ 80% الباقية، تعلم اللغة الفرنسية كمثال: لن تستغرق وقت فى تعلم أى لغة حتى تدرك أنه يوجد بعض المصطلحات والجمل التى تستخدم بكثرة فى اللغة التى تتعلمها، بحث بسيط عن “أكثر الكلمات استخداماً فى الفرنسية” حينها تكون قطعت 20% من التعلم والذى سيأتى بالـ 80% من النتائج.
٤- التقليد:
تريد أن تتعلم مهارة معينة شاهد فيديوهات شخص ما يفعلها بنجاح وقم بتقليده والتعلم من أخطاءه، صدقنى سيوفر لك الكثير من الوقت والجهد، موقع يوتيوب لديه الآلاف من الفيديوهات المتاحة تقريباً فى كل المجالات.
٥- التركيز:
بالتأكيد ستقابلك بعض المعوقات التى ستثبط من عزمك، الأشخاص الذين حاولوا وفشلوا ويريدون صنع نسخة إضافية منك لمعنى الفشل، قم بالتركيز على هدفك والتركيز على مشوارك الذى تقطعه فى سبيل تعلم تلك المهارة.
٦- التصور:
العقل لديه صعوبة كبيرة فى التفريق بين ما هو خيالى وما هو حقيقى، لذلك يقوم الرياضيون الناجحون بالتمرين ورؤية نجاحهم ذهنياً قبل التمرين الواقعى والقيام بالشيء الحقيقى، تصور نفسك تقوم بالمهارة التى تريد إكتسابها وتفعلها بنجاح وبطاقة كبيرة.
٧- جد معلماً أو خبيراً :
النجاح يترك آثاراً لمن يصنعوه، أبحث عن خبير للمهارة التى تريد تعلمها، تعلم من أخطاءه خذ بنصائحه هذه هى أفضل الطرق المختصرة لتصل لما وصلوا إليه من التعلم، إنه لمكسب عظيم بالنسبة لهم ليجدوا شخصاً يسير على خطاهم وينجح فيما لم يحققوه.
٨- الممارسة:
من السهل الإستغراق فى القراءة وجمع المعلومات حول فعل شيئ ما دون تجربة فعله أو ممارسته، هذا كمن يحب كرة القدم وكل ما يفعله هو التشجيع وحفظ أسماء اللاعبين، لن تصبح لاعب كرة قدم إلا إذا لعبت كرة القدم.
٩- إحتفل بتقدمك:
كلما أحرزت نجاحاً فى تعلمك قم بمكافئة نفسك واحتفل بإنجازاتك الصغيرة، بطريقة ما سيربط عقلك العمل والإنجاز بتلك الفرحة التى تصنعها بعد كل تقدم تحرزه.
١٠- استمتع بالتعلم :
كن مستمتعاً وأنت تتعلم، ولا تعتبره واجباً عليك إنجازه.
اقتراح:
- انضم لمجموعة تعلم :
انضمامك لمجموعة له من الفوائد ما لا يحصى، ليس فقط التعلم من الآخرين ، ولكن ستجد نفسك أكثر حماساً للتعلم معهم وخلق روح المنافسة مع الآخرين، وما أكثر مجموعات التعلم الآن عبر الفيسبوك والانترنت انضم لمجموعة لديها نفس الرغبة لتعلم نفس المهارة.
٣- أخيراً ستصل إلى مبتغاك:
عند إتباعك هذه القاعدة ( كن - افعل - امتلك ) ستجد نفسك بعد تحقيق هدفك متعطش وراغباً بالمزيد من التطور، لأنه أصبح أسلوب حياتك، جزءاً منك.. فمثلاً، لو كان هدفك الحمية عند تحقيقك لهدفك ستحافظ على ما حققته ولن تعود لما كنت عليه. على عكس من خطى خطواته بشكل غير صحيح فعمل دون أن يكون.